احببت ملتحي الفصل السابع

الملتحي المتوحش الحلقة السابعة



وظل حسن ينتظر تلك الفرصه بفارغ الصبر وحتى ذلك الحين كنا ننفق من راتبي الضئيل ومصاريف جنازة والدتي التي صرفتها لنا هيئة المعاشات.


بعد شهر من خروج أخي خرج خالد بعد ثبوت براءته ،فطرت فرحا لعودته إلي فقد كان الشوق يعصف بقلبي في غيابه وكلما كان يغالبني الحنين إليه كنت أصعد لشقته وأنام على سريره محتضنة وسادته التي أشم رائحته فيها وكم تخيلت أنه يهزني برفق كتلك المرة السابقة لكني سرعان ما أفيق على الفراغ الذي يحيط بي في غيابه.



واعترفت لنفسي أني هائمة بحبه ولاأستطيع الحياة بدونه وفي كل يوم وأنا أذهب بمفردي لعملي كنت أفتقد صوته ونظراته وكلماته ووجوده معي.


خرج خالد لكنه لم يكن خالد الذي أعرفه فقد فوجئت به قد تغير تماما تجاهي فصار يعاملني بجفاء شديد وبشكل رسمي بل ويتجنب بقاؤه معي بمفردنا.


حاولت أن أعرف سبب ذلك ولكنه لم يجب على تساؤلاتي إنما التزم الصمت، وكاد صمته أن يفتك بقلبي، لذا قررت أن أهدم ذلك الجدار الصلب الذي يحول بيننا فصعدت لشقته كعادتي لأرتبها وأضع له طعامه ففوجئت به خلفي.


يبدو أنه دخل من الباب المفتوح دون أن أشعر به، فقلت له وأنا ابتسم بدلال:

- اتمنى أن يعجبك الأكل

-لاتصعدي هنا مرة أخرى ولا أريد طعامك خذيه معك



-ماذا حدث لكل هذا الجفاء؟؟ أرجوك قل لي

- ألا تعلمين؟ أم أنك مازات تتصنعين البراءه؟ ماذا فعلتي لتبرئتي من تلك التهمه الخطيرة؟؟

-فعلت الكثير وعلى استعداد أن أفعل أكثر من أجل زوجي

-أتعترفين هكذا ببساطه وبلا خجل؟؟ يالك من جريئة وقحة.



-أخجل من ماذا؟؟أنا فعلت الواجب الذي تفعله كل زوجة

- وهل من الواجب أن تستسلمي لجمال ليعترف على نفسه ويبرئني؟؟ لو كنت أعرف أن هذا ثمن البراءة لفضلت أن أعترف بجريمة لم أرتكبها.



-أجننت؟؟ ماذا تقول؟؟ كيف تظن بي هذا؟؟

-أنا لا أظن إنما جمال أرسل لي رسالة وجدتها على موبايلي بعد خروجي وفيها صورة لك بين أحضانه شبه عارية.



- يا الله وأنت صدقته؟؟ أهذه هي ثقتك بي؟؟ إن كنت رفضت أن أسلم له نفسي عندما كان خطيبي وكنت أظنه يحبني وأنت رأيت هذا بنفسك فهل أسلم له نفسي وأنا زوجتك وأكرهه؟؟ أين عقلك؟؟ أما كان أولى أن أسلم لك نفسي وأنا زوجتك شرعا؟؟


-يبدو أنه استطاع أن يوقظ الحب القديم في قلبك فأنساكي الكل أو أنك توهمتي أن تضحيتك سيتم تقديرها وتصبحين بطلة

-يبدو أنك جننت ولاتعرف ماذا تقول

أمسك بيدي بعنف والشرر يتطاير من عينيه فقلت له:

-إن كنت تشك في كلامي يمكنك أن تسأل مدام إيمان لتعرف الحقيقة.



-مدام إيمان؟؟ وما شأنها بالموضوع؟؟

-اسألها وعندما تعرف الحقيقة أرسل لي ورقة طلاقي لأني لن أبقى على ذمتك لحظة واحدة سواء كنت خائنة أو بريئة.



تركته ونزلت لبيتنا وأنا منهارة من البكاء وبمجرد أن رأني حسن جاء يسألني عن السبب فارتميت في حضنه وبكيت فهدأني وحكيت له كل ماحدث .



فسكت قليلا ثم قال:

- سلمي أمرك لله هو من سيدبر أحولنا بشكل أفضل مما نتخيل، قومي توضأي وصلي وهو وحده سيظهر برائتك ، فأنت لست أفضل من السيدة عائشة التي اتهموها ظلما وزورا وخاضوا في عرضها وأظهر الله براءتها بقرأن يُتلى ليوم القيامه، ثقي بالله وتوكلي عليه وحده.


دخلت حجرتي وبكيت كثيرا فلم أكن أتصور يوما أن يتهمني خالد في شرفي ومع من مع جمال الذي رأني وأنا أقاومه بشدة رغم حبي له حينها.



كنت أتخيل أن العلاقة بيننا مبنية على الثقة ولكن يبدوا أن تسرعنا في الإرتباط جعلها تقوم على أساس هش فسرعان ما إنهارت أمام أول رياح عاتية .



كم حلمت بالسعاده مع خالد لكن يبدو أن السعادة ليست من نصيبي لكني راضية بحكم الله وتقديره لي، أما خالد فسأضحي بحبي له وسأقتلع قلبي من بين ضلوعي لأحافظ على كرامتي فشكه في لا يمكن أن أغفره له مهما حدث.



فالمحب لا يظن فيمن أحب سوءا أبدا وطالما شك في فهو لم يحبني يوما ولم يثق في قدرتي على أن أصون شرفه. لقد حكم على حبنا بالإعدام وهو مازال طفلا يحبو ولم يمنحه الفرصه ليكبر ويقف على قدمين ثابتتين.



ذهب خالد لمدام إيمان التي حكت له ماحدث وأخبرته أنه ظلمني وعليه أن يعتذر لي ويرجو أن أسامحه،فجاء إلي خالد في وجود حسن وحكى لحسن أنه جن جنونه عندما قرأ الرساله وشاهد الصورة وخاصة أنه تم الإفراج عنه قبل عرضه على النيابة حتى.


 مما أثار ظنونه وجعله يصدق رسالة جمال لكن مدام إيمان حكت له ماحدث وهو يثق في صدقها لذا صدق حكايتي وهو نادم على سوء ظنه بي وعلى إستجابته للشيطان جمال وألاعيبه القذرة الدنيئة. 


ناداني حسن لأقابل خالد فرفضت الخروج ،فجاءني حسن وقال:

- أخرجي وأسمعيه وبعدها قرري ما تريدين، امنحيه فرصه ليدافع عن نفسه.



–لا أستطيع النظر في وجهه مرة أخرى بعد ما ظن بي الظنون ، إنه لايثق في إخلاصي له ولا في حفاظي على شرفي ،لقد طعنني في شرفي وكرامتي ولن أغفر له .


كل ما أريده هو الطلاق وأنا مصرة عليه بشدة فلن أكون على ذمته بعد الأن ولن أتزوجه ولو كان أخر رجل في العالم.

كان صوتي مرتفعا من شدة إنفعالي فسمع خالد ما قلته لحسن فقال له:

- أنا ألتمس لها العذر لتغضب لذلك سأترك لها فرصة يومين لتفكر بهدوء بعيدا عن مشاعر الغضب فإن أصرت على الطلاق سأفعل لها كل ماتريد.



مر اليومان ومازلت أصر على موقفي لأنه حطم روحي وجعلها شظايا متناثرة لا أستطيع لملمتها بعد،نظرات الغضب في عينيه وعنفه معي مازالا محفورين في ذاكرتي لقد هنت عليه ونسي حبي في لحظات غضبه فكيف أمنه على روحي؟؟ 


شكه في كان طعنة نجلاء في صميم قلبي وأحتاج الكثير من الوقت لمداواتها. تم الطلاق وشعرت بإنكسار رهيب في قلبي وروحي ،لكني لم أندم على قراري فكيف أعيش مع رجل لايثق بي ولا بحبي ؟؟


 ورغم كل ذلك مازال قلبي يهفو إليه ، ذلك اللعين الذي ينتمي إليه ولا ينتمي إلي، لقد سامحه ولكن عقلي يرفض أن يغفر له.


بعد عدة أيام جاءت لأخي فرصة سفر للسعودية والعمل هناك فكان ذلك هو الحل الأمثل له ولي،فلنسافر ونترك أحزاننا خلفنا ولعل الله يبدل حزننا فرحا .


 ولنقف على أبواب الكعبة نشكو لله ظلم البشر فهو وحده القدر على مداوة جروح الروح.


المصدر الكاتبه نجلاء لطفي

احببت ملتحيا الفصل الخامس

احببت ملتحي الفصل الرابع

احببت ملتحي الفصل الثالث

احببت ملتحي الفص الثاني

احببت ملتحي الفصل الاول

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -