الملتحي المتوحش الفصل الرابع

الملتحي المتوحش
الحلقة الرابعة
. جاء خالد لأمي وطلب يدي منها وأخبرها بموافقة حسن فنادتني أمي وأخبرتني وهي تنتظر رأيي فنظرت إلى خالد وأدركت أنه فعل ما فعل لينالني هو فقلت لنفسي (لا فارق بينهم جميعا، كلهم يسعون نحو جسدي ولا أحد يفكر في قلبي) فقلت له: موافقة


فقالت أمي:
-من حقه أن يرى وجهك
- لقد رأى مافيه الكفاية
ونظرت له نظرة كلها ألم وأسى،وفي اليوم التالي تم عقد القران في البيت حتى يعلم كل الجيران.


كانت السنة الدراسية توشك أن تبدأ وهي السنة النهائية لي وليس لنا دخل سوى معاش أبي الضئيل فقلت لخالد:
- أريد أن أعمل


-لماذا؟؟
-لأن دخلنا لايكفي مصاريفنا ولا نفقات المحامي
-لاتنسي أنك زوجتي وأنا متكفل بكل مصاريفك
-ومصاريف أمي وأخي؟؟ نحن لانقبل صدقات من أحد
نظر إلي بغضب.

 وقال:
- أنا لا أتصدق عليكم بل أعتبر نفسي واحدا منكم وأريد المساعدة
-وماذا تريد مقابل ذلك؟؟
اشتعل غضبا وأمسك بيدي بعنف وقال:
- لا أريد شيئا ولا تنسي أنك زوجتي أمام الله والناس وإن أردت الأن فلن يلومني أحد ولو كنت أفكر مثل ذلك السافل لنلتك ليلتها بدون زواج وبدون اعتراض منك.


انهرت باكية لأني لم أحتمل أن يعايرني ويذكرني بذنبي فقال خالد بحدة :
- احذري من غضبي فلن تحتمليه
-ولم الحذر فأنت كغيرك تريد أن تتحكم بي ولا تهتم بمشاعري ولا برغباتي وسهل عليك أن تجرحني بل وتهينني.


-منى أرجوكي سامحيني فأنا لم أقصد الإساءة إليك لكن كفي عن استفزازي وعموما إن كان العمل رغبتك إتركيني عدة أيام أبحث لك عن العمل المناسب.


مسحت دموعي وأنا متعجبة من رقة كلامه وقلت:
-أريد أن أعرف ماذا تعمل حاليا؟؟
ابتسم وقال:
-هل من المعقول أن تتزوجي رجلا لاتعرفين عنه شيئا؟؟


-وهل تركت لي فرصه لأعرف؟
-إذا فلنتعارف من البداية أنا بكالوريوس تجارة وعملت في كل المهن التي تتخيلينها ولا تتخيلينها، عملت كبائع في محل ملابس.

 وعملت في محل تصوير ورق وطباعه على الكمبيوتروكسائق تاكسي وتعلمت النقاشة وعملت بها لفترة وعملت بالمقاولات وأخيرا فتح الله علي وصرت الأن أعمل مقاولات صغيرة في بعض الشقق لصالحي.


-العمل لايعيب صاحبه مادام شريفا ما يعيبه حقا أن يجلس عاطلا ويعتمد على غيره
-لأني يتيم الأب فلم يكن لي أحد أعتمد عليه
-كثيرون لديهم أباء لكن غيابهم أفضل
-منى أنا....أعني سأبحث لك عن العمل المناسب.


انصرف وقلبه يخفق لأول مره في حياته، لم يكن يؤمن يوما بالحب أو لم يكن لديه وقت للحب حتى رأها قبل إرتداءها النقاب فخطفت قلبه.

ظن أنه مجرد إعجاب وسينتهي وظل يلوم نفسه لأنه لم يغض البصر عنها ولكن حتى لو غض بصره كان سيراها بعيون قلبه.

كان كل يوم يلوم قلبه لأنه تعلق بها وهو لايقدرعلى الزواج بها ولا هو قادر على النسيان فكان بحكم الجيرة يقابلها كثيرا ورغم أنها لم تكد تراه حتى تدير وجهها إلا أن تلك الثواني كانت بمثابة الزاد لقلبه.

 ورغم تدينه لم يستطع منع نفسه عن حبها ولا غض بصره عن عينيها ، فكانت هي إثمه الوحيد الذي سيحاسبه الله عليه وكم استغفر وسأل الله ألا يعاقبه بفقدها.


كانت صدمته الأولى عند خطبتها وحاول أن يغرق نفسه بالعمل لينساها، وعندما تركها خطيبها الأول فكر أن يتقدم لخطبتها لكن أمه قالت له لايصح أن يتقدم وأخوها بالسجن.


ثم أفاق على خطبتها للمحامي ذلك الذي أثار ريبته من أول لحظة، وكرهه لأنه سرق منه حلم حياته ولأنه رأى بعينيه نظرات الرغبة في عينيه لا الحب .

وكاد أن يفقد الأمل نهائيا حتى كان عائدا من عند أمه بالمستشفى وكانت أم حسن تجلس مع أمه وسمع في بيتها صوت صراخ فأدرك أن منى في خطر .

وعندما سمع صوت ارتطام بالأرض جن جنونه وركل الباب بكل قوته وكاد يقتل جمال عندما رأى مافعله بمنى تلك الفتاة البريئة التي طالما اعتبر حتى نظرته الطاهرة لها ستدنسها لفرط برائتها.


 فيأتي ذلك القذر ويدنس جسدها بحقارته؟ ظل يضربه حتى انتبه لرفض منى تسليمه للبوليس وظن أنها مازالت تخاف عليه حتى نطقت جملتها التي مزقت قلبه :


-إن تزوجني فسيغتصبني كل يوم أرجوك لا تجعلني لقمة سائغة في فمه
عندها فقط تراجع وتركه يذهب طليقا بفعلته لأن المجتمع لن يرحمها فهم يلو مون الضحية لا الجاني. 


بعد وفاة والدته فكر في الزواج من منى ليحميها ويحقق حلمه بالسعادة ،لكنه تردد لسببين الأول انها ستظنه يستغل ما حدث.

والثاني أنها ستكون مجبرة على الزواج منه وتعيش معه بلا حب وهو يريد قلبها، ففكر لكن ربما يخطبها غيره فتقدم لخطبتها ولكن سيطيل المدة حتى تعرفه عن قرب لعلها تحبه كما أحبها.


سيكون بجوارها ليحميها ويعلمها ما لم تتعلمه من قبل، سيجعلها تختاره بقلبها وعقلها.


بعد عدة أيام اتصل بها وأخبرها أنه وجد لها عملا كمدرسة إبتدائي بالحصه في أحد المدارس الخاصة حتى تتوفر لديها أيام لدراستها، وذهب معها لمقابلة مديرة المدرسة مدام إيمان التى كانت والدة زميلة في الدراسة وعندما هاجر رفضت أن تهاجر معه وأسست تلك المدرسة لتشغل فراغها وتعلم الأولاد فيها.


فلم يتركها خالد وكان يسأل عنها باستمرار بل وعاونها حتى وقفت المدرسة على أقدامها- هذا ما عرفته بعد فترة من عملها بالمدرسة-.كان راتبها بالمدرسة بالإضافه لمعاش أبيها ومصروفها الشهري الذي أصر خالد على إعطاؤه لها بصفتها زوجته كل ذلك معا كان كافيا لتعيش هي وأمها مستورتين.


أما قضية حسن فطالت مدتها وليس بها أمل كبير، لكن خالد قال لها:
-لا تيأسي فقط قولي يارب وهو وحده قادر على حل كل مشكلة مهما كانت كبيرة.


-لكن هذا المشكلة ليس لها حل
-بمقياسك أنت لكن كل شئ عند الله له حل ولكن في الوقت المناسب، كل ما علينا أن نحسن الظن بالله، وأكثري من الدعاء وأنتي ساجده في صلاتك https://www.et3lom.com/2022/06/blog-post_34.html

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -