لامية قوم العرب للشنفري
لامية العرب الشنفري |
شرح لامية العرب الشنفري
لامية العرب للشنفري, درس لامية العرب الشنفري،التكرار اللفظي ابرز سمات لامية الشنفري,خصائص قصيدة لامية العرب للشنفري:
درس لامية العرب للشنفري
قصيدة لشاعر جاهلي هو الشنفرى ثابت بن أواس (وليس أوس ) الأزدي (أواس ابن من أبناء حجر بن الهنوء الأزدي) والمعروف بالشنفرى وهو شاعر جاهلي، من فحول الطبقة الثانية.
عرفت بلامية العرب، دون سواها من لاميات الجاهليين، ولقد تناولها مشاهير الأدب واللغة بالشرح والتحليل، ومنهم الزمخشري . والمفضل الضبي والمبرد وغيرهم، كما أُعجب بها المستشرقون، فترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية واليونانية. ولعل من أسباب ولع الأدباء والمستشرقين بها، جزالة ألفاظها، وتعبيرها الصادق عن حياة العربي وأخلاقه زمن الجاهلية، وعن حياة الصعاليك على وجه الخصوص.
خصائص قصيدة لامية العرب للشنفري:
وحدة الوزن والروي:
لعلّها من أبرز السمات الفنية التي تميّز بها الشعر الجاهلي، فالقصيدة قد نظمت على البحر الطويل وهو بحر يمنح القصيدة مساحة موسيقية. كما أنه يمنحها قدرة على استيعاب قدر أكبر من الأفكار، بالإضافة إلى شيء من الفخامة النظمية التي تمتعت بها قصيدة لامية العرب.
التكرار اللفظي ابرز سمات لامية الشنفري:
وهو من أبرز السمات الواضحة في لامية العرب، إذ فعّل الشنفرى التكرار اللفظي على كافة مستوياته فهناك تكرار لألفاظ من صيغ مختلفة مثل: (الأفضل، المتفضل، تفضل) وهناك ألفاظ مكررة بشكل متسلسل مثل: (فضج وضجت، وأغضى وأغضت، واتّسى واتّست به، وشكا وشكت، ارعوى وارعوت)
الجناس من محسنات لامية الشنفري:
وهو من أبرز المحسنات البديعية التي وظّفها الشنفرى في قصيدته لتمنحها إيقاعًا داخليًا مميزًا، وقد ظهر هذا اللون البديعي في لامية العرب بنوعيه الجناس الناقص مثل: (شدوقها وشقوق)، (فأيّمت وأيتمت)، أمّا الجناس التام فهو على نحو: (الهوجل وهوجل) وهو قليل في القصيدة مقارنة بالجناس الناقص.
تماثل التراكيب من أبرز خصائص لامية الشنفري:
وظهرت هذه الخاصية في أبيات من قصيدة لامية العرب كانت قد تماثلت أعجازها وذلك على نحو (فقلنا أذئب عس أم عس فرعل) وقول الشاعر (فقلنا قطاة ريع أم ريع أجدل)، وهذه الخاصية لم تتسبب في خلق وهن شعري في بنية القصيدة بقدر ما منحت القصيدة حسًا إيقاعيًا متوازنًا.
رثاء على بن أبي طالب لابي الأسود الدؤلي
التشبيه والتصوير الفني في لامية الشنفري:
ولعل هذه السمة هي الأكثر ورودًا في قصيدة لامية العرب وقد استثمرها الشنفرى استثمارًا فاعلًا حيث ساعد على تشكيل الحدث في صورة مرئية في ذهن المتلقي، ومنحت القصيدة قيمة جمالية لا سيّما تلك الصور التي خلقت تقاطعًا بين عالم الحيوان وعالم البشر.
المراوحة بين صيغ الافعال في لامية الشنفري:
فقد وظّف الشنفرى الفعل الماضي لدعم السرد الفني للحدث لا سيّما في وصفه للذئاب وسعيها للحصول على الطعام، كما استخدم الفعل المضارع لوصف حاله مساعيه في البراري لتحقيق ذاته وحماية كبريائه. وقد أسهمت صيغة المضارعة بإبراز ذاتية الشاعر لا سيما أنّها تحمل معنى الاستمرارية، وكذلك فإنّه استخدم صيغةفعل الأمر في خطاباته لقومه.
توظيف الخيال من سمات لامية الشنفري:
وقد اتّضح ذلك في قصيدة لامية العرب من خلال المبالغات التصويرية التي ساقها الشاعر لتأجيج الأحداث التي كان يسردها. ولتعظيم الفكرة التي كان يتناولها في لاميته، لا سيّما بما يختص بجانب الذات والفخر بالنفس، وقد أضفى الخيال مسحة جمالية وفنية على القصيدة.
الاستعارة أكثر ما استخدمه الشنفري في لاميته:
فقد أكثر الشنفرى في قصيدته لامية العرب من توظيف الصور الاستعارية بأنواعها. وقد أضفت هذه الصور على القصيدة نوعًا من الفنية البلاغية لا سيما وأنّ اللامية كانت تستند بشكل أساسي على الصور والمرئيات السردية. كما أنّ الاستعارات كانت قد منحت القصيدة قوة في اللغة الشعرية.
شيوع الأسلوب الخبري في لامية الشنفري:
فقد شاع الأسلوب الخبري في لامية الشنفرى على الأسلوب الإنشائي؛ وذلك لمواءمة الأحداث كما أنّه كان قد اعتمد على الأسلوب التقريري. وأكثرَ من استخدام الخبر الابتدائي الذي كان متناغمًا مع العملية التخييلية في هذه القصيدة. بالإضافة إلى تكرار هذه الأخبار في معظم الأبيات.
نسبة لامية العرب إلى الشنفرى
هل يُمكن أن تكون اللامية من الشعر المنحول؟
أثبتت الدراسات والتحقيقات الشعرية أنّ الكثير من الشعر الجاهلي قد أصابه الانتحال لا سيّما في عصر صدر الإسلام؛ وذلك بسبب موت الكثير من حفظة الشعر في حروب الفتوح. وكانت لامية العرب من بين الشعر الجاهلي الذي وقع في دائرة الشك والانتحال، إذ شكّك الدّارسون في نسبة لامية العرب للشنفرى، فذهب بعضهم إلى أنّها تُنسب إلى الراوية خلف الأحمر. وهو راوية للشعر عُرف بنحله للشعر، فقد اعتقد هؤلاء الدارسين من أصحاب هذا الرأي بأنّ خلف الأحمر كان قد كتبها ونحلها للشنفرى. ولعلّ أوّل من نادى بهذا الرأي واتّهم خلف الأحمر بانتحال هذه القصيدة هو ابن دريد، إلا أنّه لم يُوضّح الأساس الذي بنى عليه اتهامه. على الجانب الآخر ممّن يقولون بانتحال لاميّة العرب. يقف آخرون من دارسي الأدب ومُحقّقو الشعر ينفون القول بانتحالها ويُثبتون أصل نسبتها إلى الشنفرى، ومن هؤلاء إميل يعقوب الذي أثبت أصل نسبتها بعروبة ألفاظها وأنّها عدّت من شواهد اللغة العربية في معجم لسان العرب، هذا بالإضافة إلى وجود كثير من الكتب القديمة ومصادر الأدب التي تنسب اللامية للشنفرى ولا تُشكّك في ذلك ولو كان ثمة لبس في أصل نسبتها للشنفرى لكان أهل الأدب القدماء قد أشاروا إلى ذلك.
https://www.et3lom.com/2022/01/blog-post_04.html