قصة شفاء وحياء : قصة مؤثرة ستغير حياتك

قصة شفاء وحياء : قصة مؤثرة ستغير حياتك

 عمري ما هنساها وقالتلي: كملي الطريق يا حياء، الدعوة عمرها ما بتموت

بموت صاحبها، كملي الطريق ومتسيببش حد للشيطان ولأهوائِه، شيلي مسؤوليتهم وكأنهن بناتِك، خافي عليهم ومتنصحيهمش عشان أنتِ داعية، انصحيهم كأنك أم يا حياء، كأنهن راعياكِ وأنتِ مسؤولة عنهن.

قصة شفاء وحياء : قصة مؤثرة ستغير حياتك


وصيتي ال قولتهالك قبل كدا، وصليها لأهلي لو مقدرتش أشوفهم تاني، قوليلهم أني مقدرتش أقولها ليهم عشان موجعش قلبهم عليا.


وقتها كنت ببكي عليها بكاء النهاية، وقتها عرفت إن النهاية قربت خلاص، قبلتها في كل جزء في وشها، وقبلتها على يدها ورأسها، كنت بحضنها حضن النهاية وببكي بألم شديد، حضنتها واستمر بكائي وبكاء البنات، تلامذتها من حولي، البنات ال اتربوا على إيدها!


سمعت همهمتها وأنا حضناها وهي بتنطق الشهادة، مستحملتش أبص في وشها في اللحظة دي، لكني حضنتها وشديت عليها وزاد بكائي وأنا بقولها متسبنيش دلوقتي، ليس لي رفيق بعدك، من يعينني على مصائب الدنيا، أنتِ عونُ الله لي، متموتيش دلوقتي يا شفاء، خليكِ معانا لسه محتاجينك. 

سبتها وبصيت عليها لقيتها بتبتسم وتقولي: متخفيش.

وقتها نطقت الشهادة تاني ورفعت إصبع السبابة، وبتنطق الشهادة للمرة التالتة لكنها مكملتش!


عرفت إن أمر الله نفذ لما راسها تقلت على إيدي!


فصرخت صرخة مكتومة عرفت البنات حواليا إنه خلاص، معلمتهن شفاء ماتت!

أيوا معلمة ولسه طالبة جامعية!


خرجت بنت من المسجد وراحت مسجد الرجال ودخلت عليهم وهي بتبكي: الحقونا! الحقونا، الأبلة شفاء ماتت في المسجد اطلبوا الإسعاف بسرعة يمكن نلحقها!


دخل الرجال المسجد وأنا لسه حضناها وببكي بكاءً مرير، وقفت بنت قدام الرجال ال دخلت وقالت لهم معلمتي ماتت مستورة، ومش هسمح إن وشها ينكشف قدامكم، وقتها فوقت ولاحظت إن في رجال في المسجد، نصهم شافوني، لكن ماشفوش شفاء لأنها كانت في حضني، البنات عملت دايرة حوالينا، ولبستها النقاب، لبست حبيية قلبي وقرة عيني النقاب لكن وهي ميتة، لبست النقاب بتاعي معاها، فسمعت صوت راجل بيقول: أنا في طب بشري فممكن تسمحولي أشوفها، ممكن تكون غيبوبة ونلحقها.


فرحت ورجع الأمل فيا، وتركته يفصحها، لكنه أماتني بعدما أحياني!

أكدلي وفاة شفاء!


السرطان انتصر عليها وفتت كل حتة في جسمها، قعدت من شغلها ومن الجامعة، لكن درس المسجد كل أسبوع مكنتش بتغيب منه إلا لعذر قوي زي أنها تكون دخلت في غيبوبة أو الكيماوي أفقدها الإحساس برجلها فمكنتش بتقدر تمشي، قبل ما تموت بيومين وقبل ميعاد درسها ال بتقوله بيومين شفاء كان وشها بدأ ينور، وبدأت تتوضأ لوحدها وتمشي عدة خطوات، رنت عليا وألقت السلام كعادتها وكانت دايماً بتقول: تلاتين حسنة أهم عشان قولت السلام كامل، والله يُضاعف لمن يشاء، ٣٠ حسنة في ست ثواني، حسنات ببلاش يا حياء أوعي تضيعي الفرصة دي، إن الحسنات يُذهبن السيئات.

قالتلي: نبهي على بناتي أنه فيه درس وعلى ميعادنا إن شاء الله يوم الأربع.

_ولكن يا شفاء...

=أنا بقيت كويسة جداً بفضل الله 

_طيب بلاش وسجليلهم تسجيل.

=عايزة أروح يا حياء، لعلني لا ألقاهن بعده، ويكون اللقاء الأخير.

_متقوليش كدا يا شفاء أنتِ خفيتِ وبدأتي تمشي فخلاص بقا بطلي تشاؤم.

= حاضر يا ست، هتيجي تاخديني ولا أشوف أي بنوتة من البنات؟

_لا لا هاجي طبعاً واستنيني متلبسيش عشان بحب أساعدك في لبسك^^.

= حاضر من عنيا.


شفاء كانت دايماً متفائلة، وإنها تقول: لعلني لا ألقاهن بعد هذا اللقاء، ودا عشان أهل الصلاح أحياناً بيحسوا بقرب أجلهم، ولكني مفهمتش، لو فهمت كنت روحت ونمت عندها اليومين دول وحاولت أشبع منها!


شفاء التزم على إيدها ناس كتير، حتى الشباب لما كانوا بيقرأوا منشوراتها الدعوية على حسابها كان بيلتزموا، شفاء أفنت عمرها في الدعوة وتعلم الدين، كانت بتحب البنات أكتر من نفسها وبتخاف عليهن جداً.


الإسعاف نقلت شفاء للبيت لأن وصيتها كانت أن يتم غُسلها في البيت، أتصلت بأمها ووقتها مكنتش عارفة أتصرف، قولتلها: أنا وشفاء جاين بعربية الإسعاف.

مقدرتش أكمل وقفلت في وشها، أهلها كانوا عارفين إن اللحظة دي هتيجي ولكن التسليم لها أمر صعب جداً، لما دخلت الشارع ونزلت من العربية لقيت كل الناس متجمعين قدام بيتهم وأمها وأبوها كانوا واقفين على أول الشارع، لما شافوا عربية الإسعاف داخلة الشارع عرفوا إن دي بنتهم، جريوا ورا العربية وهما بينادوا عليها، أنا مقولتش ليهم إنها ماتت، لكن القلب دائماً يشعرُ بمن أحب، أمها وهي بتجري عليها وقعت أكثر من مرة، أبوها كان بيجري وهو بيبكي بكاء شديد!

وقفت العربية قدام البيت، المُسعف فتح الباب، محدش عرف ينزلها من الناس ال كانت متجمعة حوالين العربية، ولكنهم وسعوا عشان يعدوا بجسمانها ويدخلوه البيت، لما نزلوها أبوها كان وصل ودخل وسط الناس عشان يوصلها، بدون إرادة ووعي منه رفعلها النقاب وقالها: شفاء؟ بنتي؟ قومي قومي عشان خاطر بابا.

جات أمها تصرخ باسمها: يا بتي! يا ضنايا قومي، قومي اتوضي يالا المغرب قرب يأذن، هخليكِ تتوضي لوحدك والله، قومي بس، بعد كدا صر

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -