إعراب و تفسير سورة البقرة ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب

إعراب و تفسير سورة البقرة. لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)


إعراب و تفسير سورة البقرة. ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين تفسير سورة البقرة

تفسير سورة البقرة

  • ⬤ لَيْسَ الْبِرَّ: فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
  •  البرّ: خبر «لَيْسَ» مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة.


  • ⬤ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ: أن: حرف مصدري ناصب.
  •  تولوا: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه: حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
  •  الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
  •  و «أَنْ وما تلاه» بتأويل مصدر في محل رفع اسم «لَيْسَ» مؤخر.
  •  وجوهكم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  •  الكاف: ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة.
  •  والميم: علامة جمع الذكور.


إعراب قبل المشرق والمغرب سورة البقرة

  • ⬤ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ: قبل ظرف مكان متعلق بتولوا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.
  •  المشرق: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جرّه الكسرة الواو: حرف عطف.
  •  المغرب: معطوف على «الْمَشْرِقِ» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.


  • ⬤ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ: الواو: استئنافية.
  •  تفيد الاستدراك.
  •  لكنّ: حرف مشبه بالفعل.
  •  البرّ: اسم «لكِنَّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  •  وخبرها: في محل رفع محذوف بتقدير: لكنّ البرّ برّ من آمن.
  •  من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالاضافة.
  •  ويجوز اعرابها: خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: هو آمن: فعل ماض مبني على الفتح وفاعله: ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
  •  وجملة «آمَنَ» صلة الموصول لا محل لها.
  •  بالله: جار ومجرور متعلق بآمن ولفظ الجلالة: اسم مجرور للتعظيم بالباء وعلامة الجر الكسرة.


  • ⬤ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ: الواو: عاطفة.
  •  اليوم: معطوف على لفظ الجلالة مجرور بالكسرة.
  •  الآخر: صفة لليوم مجرور مثله بالكسرة.


  • ⬤ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ: أسماء معطوفة بواوات العطف على لفظ الجلالة مجرورة بالكسرة ما عدا النبيين فعلامة جرّه: الياء لأنه جمع مذكر سالم.
  •  والنون: عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد.



  • ⬤ وَآتَى الْمالَ: الواو: عاطفة آتى: معطوف على «آمَنَ» وهو فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.
  •  والفاعل: ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
  •  المال: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.


  • ⬤ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى: جار ومجرور متعلق بآتى.
  •  والهاء: ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالاضافة.
  •  ذوي: مفعول به ثان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
  •  القربى مضاف اليه مجرور وعلامة جرّه: الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
  •  و «عَلى» هنا للمصاحبة بمعنى «مع» أي مع حبه للمال.


  • ⬤ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ: أسماء معطوفة بواوات العطف على «ذَوِي» منصوبة بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
  •  بالنسبة «لليتامى» والفتحة الظاهرة بالنسبة للمساكين وابن السبيل مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جرّه الكسرة.


  • ⬤ وَالسَّائِلِينَ: الواو: عاطفة.
  •  السائلين: معطوف على «ذَوِي» منصوب مثله بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد.


  • ⬤ وَفِي الرِّقابِ: بحذف مضاف أي في إعتاق أو فك الرقاب الواو عاطفة في اعتاق جار ومجرور متعلق بآتى.
  •  الرقاب: بمعنى بشرائهم لعتقهم وهي مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جرّه الكسرة والاسم المقدر» اعتاق «معطوف على حُبِّهِ.


  • ⬤ وَأَقامَ الصَّلاةَ: الواو: عاطفة.
  •  أقام: فعل ماض معطوف على «آمَنَ» ويعرب اعرابه أو على «آتَى».
  •  الصلاة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.


  • ⬤ وَآتَى الزَّكاةَ: الواو: عاطفة.
  •  آتى الزكاة: معطوفة على «أَقامَ الصَّلاةَ» وتعرب اعرابها والفعل آتى مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.

  • ⬤ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ: الواو: عاطفة.
  •  الموفون: اسم معطوف على «مَنْ آمَنَ» في وجه اعرابها الآخر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في المفرد.
  •  بعهدهم: جار ومجرور متعلق بالموفون و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.


  • ⬤ إِذا عاهَدُوا: اذا: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بحال محذوف او متعلق بمفعول مطلق بتقدير: الموفون بعهدهم عهدا اذا عاهدوا.
  •  عاهدوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
  •  الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
  •  والالف: فارقة.
  •  وجملة «عاهَدُوا» في محل جر بالاضافة.


  • ⬤ وَالصَّابِرِينَ: الواو: عاطفة.
  •  الصابرين: منصوب على الإختصاص وعلامة نصبه: الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد.


  • ⬤ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ: جار ومجرور متعلق بالصابرين.
  •  والضراء: معطوفة بواو العطف على البأساء وتعرب اعرابها بمعنى في الفقر والمرض.


  • ⬤ وَحِينَ الْبَأْسِ: الواو: عاطفة.
  •  حين: ظرف زمان مبني على الفتح في محل جر لأنه معطوف على مجرور «الْبَأْساءِ» وهو مضاف.
  •  البأس: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى: وقت شدة القتال.


  • ⬤ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا: أولاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل نصب صفة للصابرين.
  •  والكاف: للخطاب.
  •  الذين: إسم موصول مبني على الفتح في محل نصب بدل من «أُولئِكَ» ويجوز اعراب «أُولئِكَ»: في محل رفع مبتدأ.
  •  وخبره: الجملة الاسمية.
  •  بتقدير مبتدأ ثان هو «هم الذين صدقوا» و «صَدَقُوا» صلة الموصول لا محل لها تعرب اعراب «عاهَدُوا».


  • ⬤ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ: الواو: عاطفة.
  •  أولاء: اسم اشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
  •  والكاف: للخطاب هم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ثان المتقون: خبر «هُمُ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون: عوض عن تنوين المفرد.
  •  والجملة الاسمية «هُمُ الْمُتَّقُونَ» في محل رفع خبر أولئك.



تفسير سورة البقرة. ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله

تفسير سورة البقرة

اشتملت هذه الآية الكريمة ، على جمل عظيمة ، وقواعد عميمة ، وعقيدة مستقيمة ، كما قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبيد بن هشام الحلبي ، حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عامر بن شفي ، عن عبد الكريم ، عن مجاهد ، عن أبي ذر : أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما الإيمان ؟ فتلا عليه : ( ليس البر أن تولوا وجوهكم ).


 إلى آخر الآية . قال : ثم سأله أيضا ، فتلاها عليه ثم سأله . فقال : " إذا عملت حسنة أحبها قلبك ، وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك " .

وهذا منقطع ; فإن مجاهدا لم يدرك أبا ذر ; فإنه مات قديما .



وقال المسعودي : حدثنا القاسم بن عبد الرحمن ، قال : جاء رجل إلى أبي ذر ، فقال : ما الإيمان ؟ فقرأ عليه هذه الآية : ( ليس البر أن تولوا وجوهكم ) حتى فرغ منها . فقال الرجل : ليس عن البر سألتك .



 فقال أبو ذر : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما سألتني عنه ، فقرأ عليه هذه الآية ، فأبى أن يرضى كما أبيت [ أنت ] أن ترضى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار بيده : " المؤمن إذا عمل حسنة سرته ورجا ثوابها ، وإذا عمل سيئة أحزنته وخاف عقابها " .



رواه ابن مردويه ، وهذا أيضا منقطع ، والله أعلم .

وأما الكلام على تفسير هذه الآية ، فإن الله تعالى لما أمر المؤمنين أولا بالتوجه إلى بيت المقدس ، ثم حولهم إلى الكعبة ، شق ذلك على نفوس طائفة من أهل الكتاب وبعض المسلمين ، فأنزل الله تعالى بيان حكمته في ذلك .


وهو أن المراد إنما هو طاعة الله عز وجل ، وامتثال أوامره ، والتوجه حيثما وجه ، واتباع ما شرع ، فهذا هو البر والتقوى والإيمان الكامل ، وليس في لزوم التوجه إلى جهة من المشرق إلى المغرب بر ولا طاعة ، إن لم يكن عن أمر الله وشرعه.


 ولهذا قال : ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر ) الآية ، كما قال في الأضاحي والهدايا : ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) [ الحج : 37 ] .



وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية : ليس البر أن تصلوا ولا تعملوا . فهذا حين تحول من مكة إلى المدينة ونزلت الفرائض والحدود ، فأمر الله بالفرائض والعمل بها .



وروي عن الضحاك ومقاتل نحو ذلك .

وقال أبو العالية : كانت اليهود تقبل قبل المغرب ، وكانت النصارى تقبل قبل المشرق ، فقال الله تعالى : ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ) يقول : هذا كلام الإيمان وحقيقته العمل . وروي عن الحسن والربيع بن أنس مثله .




تفسير سورة البقرة ابن كثير ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. تفسير سورة البقرة

تفسير سورة البقرة

وقال مجاهد : ولكن البر ما ثبت في القلوب من طاعة الله ، عز وجل .

وقال الضحاك : ولكن البر والتقوى أن تؤدوا الفرائض على وجوهها .



وقال الثوري : ( ولكن البر من آمن بالله ) الآية ، قال : هذه أنواع البر كلها . وصدق رحمه الله ; فإن من اتصف بهذه الآية ، فقد دخل في عرى الإسلام كلها ، وأخذ بمجامع الخير كله ، وهو الإيمان بالله ، وهو أنه لا إله إلا هو ، وصدق بوجود الملائكة الذين هم سفرة بين الله ورسله والكتاب ) .



وهو اسم جنس يشمل الكتب المنزلة من السماء على الأنبياء ، حتى ختمت بأشرفها ، وهو القرآن المهيمن على ما قبله من الكتب ، الذي انتهى إليه كل خير ، واشتمل على كل سعادة في الدنيا والآخرة ، ونسخ [ الله ] به كل ما سواه من الكتب قبله ، وآمن بأنبياء الله كلهم من أولهم إلى خاتمهم محمد صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين .



وقوله : ( وآتى المال على حبه ) أي : أخرجه ، وهو محب له ، راغب فيه . نص على ذلك ابن مسعود وسعيد بن جبير وغيرهما من السلف والخلف ، كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعا : " أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح ، تأمل الغنى ، وتخشى الفقر " .



وقد روى الحاكم في مستدركه ، من حديث شعبة والثوري ، عن منصور ، عن زبيد ، عن مرة ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وآتى المال على حبه ) أن تعطيه وأنت صحيح شحيح ، تأمل الغنى وتخشى الفقر " . ثم قال : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .



قلت : وقد رواه وكيع عن الأعمش ، وسفيان عن زبيد ، عن مرة ، عن ابن مسعود ، موقوفا ، وهو أصح ، والله أعلم .

وقال تعالى : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) [ الإنسان : 8 ، 9 ] .



وقال تعالى : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) [ آل عمران : 92 ] وقوله : ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) [ الحشر : 9 ] نمط آخر أرفع من هذا [ ومن هذا ] وهو أنهم آثروا بما هم مضطرون إليه ، وهؤلاء أعطوا وأطعموا ما هم محبون له .



وقوله : ( ذوي القربى ) وهم : قرابات الرجل ، وهم أولى من أعطى من الصدقة ، كما ثبت في الحديث : " الصدقة على المساكين صدقة ، وعلى ذوي الرحم ثنتان : صدقة وصلة " . فهم أولى الناس بك وببرك وإعطائك . وقد أمر الله تعالى بالإحسان إليهم في غير ما موضع من كتابه العزيز .




( واليتامى ) هم : الذين لا كاسب لهم ، وقد مات آباؤهم وهم ضعفاء صغار دون البلوغ والقدرة على التكسب ، وقد قال عبد الرزاق : أنبأنا معمر ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن النزال بن سبرة ، عن علي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يتم بعد حلم " .




( والمساكين ) وهم : الذين لا يجدون ما يكفيهم في قوتهم وكسوتهم وسكناهم ، فيعطون ما تسد به حاجتهم وخلتهم . وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن له فيتصدق عليه .




( وابن السبيل ) وهو : المسافر المجتاز الذي قد فرغت نفقته فيعطى ما يوصله إلى بلده ، وكذا الذي يريد سفرا في طاعة ، فيعطى ما يكفيه في ذهابه وإيابه ، ويدخل في ذلك الضيف ، كما قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس أنه قال : ابن السبيل هو الضيف الذي ينزل بالمسلمين ، وكذا قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وأبو جعفر الباقر ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك والزهري ، والربيع بن أنس ، ومقاتل بن حيان .




( والسائلين ) وهم : الذين يتعرضون للطلب فيعطون من الزكوات والصدقات ، كما قال الإمام أحمد :



حدثنا وكيع وعبد الرحمن ، قالا حدثنا سفيان ، عن مصعب بن محمد ، عن يعلى بن أبي يحيى ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها - قال عبد الرحمن : حسين بن علي - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " للسائل حق وإن جاء على فرس " . رواه أبو داود .



( وفي الرقاب ) وهم : المكاتبون الذين لا يجدون ما يؤدونه في كتابتهم .



وسيأتي الكلام على كثير من هذه الأصناف في آية الصدقات من براءة ، إن شاء الله تعالى . وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا شريك ، عن أبي حمزة ، عن الشعبي ، حدثتني فاطمة بنت قيس : أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفي المال حق سوى الزكاة ؟ قالت : فتلا علي ( وآتى المال على حبه ) .



ورواه ابن مردويه من حديث آدم بن أبي إياس ، ويحيى بن عبد الحميد ، كلاهما ، عن شريك ، عن أبي حمزة عن الشعبي ، عن فاطمة بنت قيس ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " في المال حق سوى الزكاة " ثم تلا ( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ) إلى قوله : ( وفي الرقاب ).



[ وقد أخرجه ابن ماجه والترمذي وضعف أبا حمزة ميمونا الأعور ، قال : وقد رواه بيان وإسماعيل بن سالم عن الشعبي ] .

وقوله : ( وأقام الصلاة وآتى الزكاة ) أي : وأتم أفعال الصلاة في أوقاتها بركوعها ، وسجودها ، وطمأنينتها ، وخشوعها على الوجه الشرعي المرضي .



وقوله : ( وآتى الزكاة ) يحتمل أن يكون المراد به زكاة النفس ، وتخليصها من الأخلاق الدنية الرذيلة ، كقوله : ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) [ الشمس : 9 ، 10 ] وقول موسى لفرعون : ( هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى ) [ النازعات : 18 ، 19 ] وقوله تعالى : ( وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة ) [ فصلت : 6 ، 7 ] .





ويحتمل أن يكون المراد زكاة المال كما قاله سعيد بن جبير ومقاتل بن حيان ، ويكون المذكور من إعطاء هذه الجهات والأصناف المذكورين إنما هو التطوع والبر والصلة ; ولهذا تقدم في الحديث عن فاطمة بنت قيس : أن في المال حقا سوى الزكاة ، والله أعلم .



وقوله : ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا ) كقوله : ( الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ) [ الرعد : 20 ] وعكس هذه الصفة النفاق ، كما صح في الحديث : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان " . وفي الحديث الآخر : " إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر " .



وقوله : ( والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس ) أي : في حال الفقر ، وهو البأساء ، وفي حال المرض والأسقام ، وهو الضراء . ( وحين البأس ) أي : في حال القتال والتقاء الأعداء ، قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، وأبو العالية ، ومرة الهمداني ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسدي ، ومقاتل بن حيان ، وأبو مالك ، والضحاك ، وغيرهم .



وإنما نصب ( والصابرين ) على المدح والحث على الصبر في هذه الأحوال لشدته وصعوبته ، والله أعلم ، وهو المستعان وعليه التكلان .



وقوله : ( أولئك الذين صدقوا ) أي : هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات هم الذين صدقوا في إيمانهم ; لأنهم حققوا الإيمان القلبي بالأقوال والأفعال ، فهؤلاء هم الذين صدقوا ( وأولئك هم المتقون ) لأنهم اتقوا المحارم وفعلوا الطاعات .



إعراب وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) 


إعراب و تفسير سورة البقرة كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرآ الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف


المصدر:

https://ar.et3lom.com

https://ar.et3lom.com/2023/09/blog-post.html

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -