لماذا بكت ابنة حاتم الأصم ؟

لماذا بكت ابنة حاتم الأصم ؟

لماذا بكت ابنة حاتم الأصم ؟


حاتم الأصم من كبار الصالحين ، حنّ قلبه للحج في سنة من السنوات ولا يمتلك نفقة الحج ، ولايجوز سفره بل لا يجب الحج دون أن يضع نفقة الأبناء دون أن يرضوا

فلما أقبل الموعد رأته ابنته حزينا باكيا وكان في البنت صلاح .

فقالت له : ما يبكيك يا أبتاه ؟

قال : الحج أقبل.

قالت : ومالك لا تحج ؟

فقال : النفقة.

قالت : يرزقك الله.

قال : ونفقتكم؟

قالت : يرزقنا الله.

قال : لكن الأمر إلى أمك.

ذهبت البنت لتذكر أمها..

وفي النهاية قالت له الأم والأبناء : اذهب إلى الحج وسيرزقنا الله.

فترك لهم نفقة 3 أيام ، وذهب هو إلى الحج وليس معه ما يكفيه من المال ، فكان يمشي خلف القافلة ،

وفي أول الطريق لسعت عقرب رئيس القافلة ، فسألوا من يقرأ عليه ويداويه ، فوجدوا حاتم ، فقرأ عليه فعافاه الله من ساعته.

فقال رئيس القافلة : نفقة الذهاب والإياب عليّ.

فقال : اللهم هذا تدبيرك لي فأرني تدبيرك لأهل بيتي.

مرت الأيام الثلاثة ، وانتهت النفقة عند الأبناء ، وبدأ الجوع يقرص عليهم ، فبدؤوا بلوم البنت ، والبنت تضحك !

فقالوا : ما يضحكك والجوع يوشك أن يقضي علينا ؟!

فقالت : أبونا هذا رزَّاق أم آكل رزق؟

فقالوا : آكل رزق ؛ وإنما الرزَّاق هو الله.

فقالت : ذهب آكل الرزق وبقي الرزاق.

وهي تكلمهم وإذا بالباب يقرع ،

فقالوا : من بالباب؟

فقال الطارق : إن أمير المؤمنين يستسقيكم.

فملأت القربة بالماء ، وشرب الخليفة فوجد حلاوة بالماء لم يعهدها!

فقال : من أين أتيتم بالماء؟

قالوا : من بيت حاتم.

فقال : نادوه لأجازيه

فقالوا : هو في الحج.

فخلع أمير المؤمنين منطقه - وهي حزام من القماش الفاخر المرصع بالجواهر- ، وقال : هذه لهم .

ثم قال : من كان له عليّ يد- بمعنى«مَن يحبُّني»-

فخلع كل الوزراء والتجار منطقهم لهم ،

فتكومت المناطق فاشتراها أحد التجار بمال ملأ البيت ذهباً يكفيهم حتى الموت ، وأعاد المناطق إليهم .

فاشتروا الطعام وهم يضحكون فبكت البنت!

فقالت لها الأم : أمرك عجيب يا ابنتي ؛ كنا نبكي من الجوع وأنت تضحكين ، أما وقد فرج الله علينا فمالك تبكين؟!

قالت البنت : هذا المخلوق الذي لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا «الخليفة» نظر إلينا نظرة عطف أغنتنا إلى الموت، فكيف بمالك الملك !


إنها الثقة بالله . إنها الثقة بالرزاق ذو القوة المتين. إنها قوة الإيمان وقوة التوكل على الله .فسبحان الله أين نحن من ذلك .

حين اختارك الله لطريق هدايته ليس لأنك مميز أو لطاعةٍ منك، بل هي رحمة منه شملتك ، قد ينزعها منك في أي لحظة ،

لذلك لا تغتر بعملك ولا بعبادتك ولا تنظر باستصغار لمَنْ ضلَّ عن سبيله فلولا رحمة الله بك لكنت مكانه 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -