إعراب اية بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
تفسير سورة البقرة. بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ: بديع: خبر مرفوع بالضمة لمبتدأ محذوف تقديره: هو.
أي مبدع وهي صفة مشّبهة أضيفت إلى فاعلها لان التقدير: بديع سمواته وأرضه.
السموات: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره: الكسرة.
الواو: حرف عطف.
ا
لأرض: معطوفة على السموات مجرورة مثلها بالكسرة.
أي مبتدئهما.
بديع السموات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون اعراب
⬤ وَإِذا قَضى أَمْراً: الواو: استئنافية.
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه قضى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر، والفاعل: ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
وجملة «قَضى» في محل جر لوقوعها بعد «إِذا» الظرفية.
أمرا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
⬤ فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ: الفاء: واقعة في جواب الشرط.
إنما: كافة ومكفوفة يقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو، وجملة «انما يقول» جواب شرط غير جازم لا محل لها.
له: جار ومجرور متعلق بيقول.
⬤ كُنْ فَيَكُونُ: كن: فعل أمر تام مبني على السكون وحذفت الواو تخفيفا.
والفاعل: ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت.
الفاء: استئنافية.
يكون: فعل مضارع تام مرفوع بالضمة والفاعل: ضمير مستتر جوازا تقديره: هو.
وجملة «كُنْ فَيَكُونُ» في محل نصب مفعول به «مقول القول» بمعني فكان.
لان الفعل المضارع يكون بمعنى الماضي إذا عرف المقصود من السياق.
أو تكون «فَيَكُونُ» معطوفة بالفاء على «يَقُولُ».
تفسير سورة البقرة وإعراب بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
وقوله تعالى : ( بديع السماوات والأرض ) أي : خالقهما على غير مثال سبق ، قال مجاهد والسدي : وهو مقتضى اللغة ، ومنه يقال للشيء المحدث : بدعة . كما جاء في الصحيح لمسلم : " فإن كل محدثة بدعة [ وكل بدعة ضلالة ] " .
والبدعة على قسمين : تارة تكون بدعة شرعية ، كقوله : فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة . وتارة تكون بدعة لغوية .
كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن جمعه إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم : نعمت البدعة هذه .
وقال ابن جرير : وبديع السماوات والأرض : مبدعهما . وإنما هو مفعل فصرف إلى فعيل ، كما صرف المؤلم إلى الأليم ، والمسمع إلى السميع . ومعنى المبدع : المنشئ والمحدث ما لم يسبقه إلى إنشاء مثله وإحداثه أحد .
قال : ولذلك سمي المبتدع في الدين مبتدعا ; لإحداثه فيه ما لم يسبق إليه غيره ، وكذلك كل محدث فعلا أو قولا لم يتقدمه فيه متقدم . فإن العرب تسميه مبتدعا . ومن ذلك قول أعشى ثعلبة ، في مدح هوذة بن علي الحنفي :
يدعى إلى قول سادات الرجال إذا أبدوا له الحزم أو ما شاءه ابتدعا
أي : يحدث ما شاء .
قال ابن جرير : فمعنى الكلام : فسبحان الله أنى يكون لله ولد ، وهو مالك ما في السماوات والأرض ، تشهد له جميعها بدلالتها عليه بالوحدانية . وتقر له بالطاعة ، وهو بارئها وخالقها وموجدها من غير أصل ولا مثال احتذاها عليه . وهذا إعلام من الله عباده أن ممن يشهد له بذلك المسيح . الذي أضافوا إلى الله بنوته ، وإخبار منه لهم أن الذي ابتدع السماوات والأرض من غير أصل وعلى غير مثال ، هو الذي ابتدع المسيح عيسى من غير والد بقدرته .