سؤال: لماذا قال الله تعالى في سورة آل عمران
(يقولون بأفواههم ) وقال تعالى في سورة الفتح (يقولون بألسنتهم)
(يقولون بأفواههم ) وقال تعالى في سورة الفتح (يقولون بألسنتهم)
الجواب : إن الأفواه أعم وأشمل من الألسنة، وإن اللسان جزء من الفم، والمناسب إذا كان القول عظيماً كبيراً ذُكرت الأفواه.
السر الجمالي في تقديم يقولون بأفواههم مرة ويقولون بألسنتهم أخرى:
وإذا كان القول أقل ذُكر اللسان مناسبة لكل حالة.
وعلى هذا فقوله تعالى (يقولون بأفواههم )دل على أن القول أعظم وأكبر.
وعلى هذا فقوله تعالى (يقولون بأفواههم )دل على أن القول أعظم وأكبر.
لذلك قال الله سبحانه وتعالى "يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم" أي أنهم يقولون القول ولا يوجد عندهم إعتقاد بصحة هذا القول.
قول الشيخ محمد متولي الشعراوي في آية 167 من سورة العمران.
"يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم"إذن فالنية محلها القلب، واللسان قد يقول ولا يفعل ما يقول.
ولذلك قلنا: إن المنافق موزع النفس، موزع الملكات، يقول بلسانه كلاما وقلبه فيه إنكار، ولذلك سيكونون في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم غشاشون، ونفوسهم موزعة.
{يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} والقول ضروري بالفم؛ لأن القول يُطلق ويراد به البيان عما في النفس، فتوضيح الإنسان لما في نفسه كتابة، يعتبر قولاً- لغة- ولذلك فالذي يستحي من واحد أن يقول له كلاما فهو يكتبه له في ورقة.
فساعة يكتب يكون قد قال، وهؤلاء المنافقون يقولون كلماتهم لا بوساطة كتاب بل بوساطة أفواههم، وهذا تبجح في النفاق، فلو كانوا يستحون لهمسوا به:
{يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} إذن فاللسان لم يتفق مع القلب. فالقلب منعقد ومصر على الكفر- والعياذ بالله- واللسان يتبجح ويعلن الإيمان.
ونعرف أن (الصدق) هو أن يوافق القول الواقع، والواقع في القضية الإيمانية نية في القلب وحركة تُثبت الإيمان، أما المنافقون فلسانهم لا يوافق قلبهم، فلما كان ما في القلب مستورا ثم ظهر إلى الجوارح انكشفوا.
وهذا هو السبب في أنهم كانوا أقرب إلى الكفر، {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} وهذا لون من نقص التصوير الإيماني في القلب، كأنهم يعاملون الله كما يعاملون البشر مثلهم.
وبعد ذلك يقول الحق: {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فأدرو عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين}.